عبَّر فيديو من دقيقة و44 ثانية، نشرته ليلة أمس الخميس، 8 فبراير/شباط 2018، أعلنت المتسابقة الفرنسية- السورية في النسخة الفرنسية من برنامج The voice، منال ابتسام، عن قرار انسحابها من الدورة السابعة من البرنامج.
طالبة الدراسات العليا الانجليزية (22 عاماً) جعلت الحكام الأربعة يلفون كراسيهم لها يوم السبت، 3 فبراير/شباط 2018، وشغلت الصحافة طيلة الأسبوع بسبب تغريدات لها تعود إلى سنة 2016.
بعد أدائها لأغنية ليونارد كوهين “هالالويا” إلى الإنكليزية والعربية “يا إلهي” أمام الكاميرا، أثارت ابتسام الكثيرَ من ردود الأفعال العدائية، بسبب آرائها التي نشرتها على الشبكات الاجتماعية.
اتهمتها المواقع المؤيدة لإسرائيل، وفقاً لموقع
Middle east eye، بأنها “عضوة في اليمين المتطرف الإسلامي” و”تؤمن بنظريات المؤامرة”، وذلك بعد أن اتَّخذت مواقف معادية لإسرائيل، وشكَّكت في تورط إسلاميين مسلحين في هجمات نيس الإرهابية. إذ كتبت في أغسطس/آب 2016 “الحكومة هي الإرهابي الحقيقي وأن الحادث مفبرك”.
بعد الجدل الذي أثاره مستخدمو الشبكات الاجتماعية ومواقع مقربة من اليمين المتطرف الفرنسي، بحسب صحيفة
Le parisienالفرنسية، استدعت قناة TF1 التي تعرض البرنامج، المتسابقة لعقد اجتماع معها بباريس يوم الثلاثاء 6 فبراير/شباط 2018.
تحدثت الصحيفة، قبل إعلان المتسابقة الانسحاب من البرنامج، عن اتخاذ القناة للقرار، مشيرة أنها قد تُحدث بذلك اضطراباً في قانون المسابقة، وتجعل منتجي البرنامج يعيدون الحسابات من البداية. إذ تقوم المسابقة على التباري بين 18 متسابقاً مقسمين على 4 فرق، لكل عضو من لجنة التحكيم فريقه.
يوم واحد بعد الاجتماع العاجل الذي جمع منال ابتسام بمنتجي البرنامج، خرجت المتسابقة على فيسبوك لتعلن انسحابها من المسابقة. وأظهر الفيديو الذي نشرته المغنية أنها كانت تقرأ كلامها بارتباك، وأنه لم يكن مرتجلاً.
وقالت منال في الفيديو “طرأت العديد من التوترات الصعبة للغاية في الأيام الأخيرة، لم أفكر أبداً في إيذاء أي شخص، ولذلك قرَّرت اليوم اتّخاذ قرار الانسحاب من هذه المغامرة”.
وموجهةً حديثها إلى داعميها، أضافت: “هذا القرار لن يعرقل تقدمي الفني، بل على العكس”.
شركة “إي.تي.في ستوديو فرنسا”، المنتجة لبرنامج “ذا فويس”، نشرت بلاغاً اليوم الجمعة، 9 فبراير/شباط 2018، قالت فيه إن انسحاب منال كان بناء على “إرادتها الشخصية”.
وقالت على تويتر “نتمنّى أن يسفر قرارها عن تهدئة الأجواء المشحونة”.
وأضافت أنّ منال “أبهرت الجمهور خلال عرضها الفني الذي كشف عن موهبتها وعكس رسالة سلام وتسامح”. وتابعت بالقول إن “جميع من رافقوا منال خلال البرنامج يتمنون لها أن تستمر وتزدهر في المجال الفني”.
التغريدة لقيت ردود فعل مهاجمة، أشارت إلى أن المتسابقة لم تنسحب بإرادتها، وأن ذلك كان بطلب من القناة.
وقال أحد المغردين “من سيصدق أنها هي صاحبة القرار”.
Qui peux croire que c “sa” décision serieux !?
واعتبر مغرد آخر، دعا إلى مقاطعة البرنامج عبر هاشتاغ BoycottTheVoice#، أن المسؤولين عن البرنامج لم يرغبوا أن يُظهروا أنهم جلعوا إسلامية تنسحب، فجعلوها تقوم هي بذلك.
ورأى أحد المغردِّين أن “الأمر مخجل”، إذ لم تتجرأ القناة على إقصاء منال من المسابقة، فجعلتها هي تنسحب.
المتسابقة، تحدثت قبل أيام على إذاعة RTL الفرنسية عن خوفها من إقصائها من طرف القناة،
قائلة “أدرك أن ما كتبته هو حماقة.. أعتذر لعائلات الضحايا، لن أكون متسامحة مع الإرهاب تحت أي ظرف.. وإذا قرَّرت القناة إقصائي من البرنامج سأشعر بالخذلان، لأني لم أحصل بعد على فرصة التعريف بمن أنا.. خصوصاً أني لست تلك الشخصية التي يتحدث عنها الإعلام عبر الشبكات الاجتماعية”.
وتعقيباً على الاتهامات التي طالتها، أوضحت منال في منشور عبر موقع فيسبوك، الإثنين الماضي، 5 فبراير/شباط 2018، أنَّ “الكثير ممّا تردّد لا يعكس ما قصدته من العبارة التي كتبتها (حول الحكومة الفرنسية)”.
وقالت “ولدت في مدينة بيسانسون (شرقي فرنسا)، أحب فرنسا، وأحب بلدي، وأدين بكل شدة الإرهاب، وكان هذا سبب غضبي”.
وتابعت “أرسل رسالة حب وسلام وتسامح، والدليل أنني اخترت غناء أغنية “هاليلويا” لليونارد كوهين (كندي ينتمي لعائلة يهودية)، لأنها تلخص بمثالية الرسالة التي تمنيت أن أرسلها كفنانة”.
ورداً على من انتقدوا طريقة ارتدائها للحجاب أخبرت منال صحيفة
Le Figaro الفرنسية، بأنها تعتبر عمامتها النسائية “طريقة أكثر حداثة لارتداء الحجاب”، وأضافت قائلة: “لا يمكن فصلها عن مظهري، ولن تروني يوماً دونها”. وبذلك ترسم رابطاً بينها وبين مغني الراب ميتر جيمس، الذي لا ينزع نظاراته الشمسية أبداً.
يشار أن منال ابتسام، التي ولدت في مدينة بيزانسون، شرقي فرنسا، من أب سوري تركي وأم مغربية جزائرية، أظهرت تعاطفاً واضحاً مع القضية الفلسطينية.
وانتقدتها مواقع أخرى بسبب مشاركتها لمنشورات لـ”مدينة البركة”، وهي منظمة إسلامية غير ربحية مثيرة للجدل، تنشر كتب الباحث الإسلامي طارق رمضان، وكذلك لدعمها لجمعية Lallab، وهي جمعية نسوية فرنسية تدافع عن أصوات النساء المسلمات.